الثلاثاء، 12 مايو 2020

((مرثية ابن ضيغم))


((مرثية ابن ضيغم))


ورد في كتاب ( البهاء في تاريخ حضرموت)  عند حديثه عن حوادث سنة 601 هـ : (في تلك السنة قُتل منيف بن ضيغم وابنه وابن عمه محمد بن راشد بن منيف) وهو يتحدث عن حدث قبل عصره بأكثر من قرنين , وهو يعتبر المصدر الوحيد الذي  ذكر الحادثة وزمنها علما بأن ديوان عبدالله بن حمزة نص على الحادثة ولعل النص المحقق (مطالع الأنوار ومشارق الشموس والأقمار) بتحقيق إبراهيم يحيى عبدالله الدرسي اعتمد على نشر الديوان أكثر من الشرح والتحقيق إضافة الى عدم اطلاع المحقق على مخطوطات أخرى قد يكون فيها تفصيل أكثر, ولا شك أن صاحب البهاء ينقل من مصادر سابقة له , ويختصر في ايراد الأحداث , والحقيقة أن سيرة عبدالله بن حمزة , التي فصلت في أحداث هذه السنة (601 هـ) لم تشر الى هذه الحادثة , ولعل السبب في ذلك عدم ارتباط هذا الحدث بسيرة عبدالله بن حمزة مباشرة , وهذا يعني أن صاحب البهاء لم ينقل من السيرة التي كتبها ابن دعثم , وهذا قد يعني أن هناك من دون الأحداث غير ابن دعثم سواء السيرة التي كتبها ابن نشوان أو مدونات سلاطين بني حاتم , وكذلك لم يشر محقق الديوان الى ما ورد في مناسبة قصيدة رثاء ابن ضيغم , فقد اطلعت على القصيدة في مخطوط ديوان عبدالله بن حمزة , ولم اطلع على شرح أو تحقيق مطبوع يفصل أو يشرح قصائد الديوان غير تحقيق الدرسي الذي ذكر القصيدة بدون مناسبة أو تعليق  ,  والحقيقة أن القصيدة قد أوضحت شيئاً من فصول ذلك الحدث الذي أورده صاحب البهاء , وقد حاولت البحث في نسخ مخطوطات الديوان فاطلعت على ثلاث نسخ من مخطوطات الديوان وكانت القصيدة بنفس السياق وعدد الأبيات , واختلفت في طريقة التعريف بمناسبة القصيدة  فورد في المخطوطة الأقدم (وقال الامام عليه السلام يرثي جماعة من جنب) ثم نص القصيدة وهذه المخطوطة اطلع عليها محقق الديوان لكنه اكتفى بالقول قال عليه السلام , ولم يذكر مناسبة الرثاء لجماعة من جنب , وفي المخطوطة الأحدث  ورد هكذا (وقال عليه السلام) ثم القصيدة بدون تفصيل حول الحدث وهذه ربما اعتمد عليها المحقق في كتابة القصائد في النص المحقق , أما المخطوطة الثالثة وهي أقدم من المخطوطة السابقة قليلا ورد النص هكذا ((وقال عليه السلام مرثية في منيف بن ضيغم ومحمد بن راشد وجماعة قتلوا بالعواهل)) , وهذه النسخة لم يتيسر للمحقق الاطلاع عليها وقت التحقيق  .
ولعل ما ورد في المخطوطة الأخيرة بين موقع الحادثة بالعواهل بين الجوف ومأرب  , وذكر منيفا وابن عمه محمدا ولم يذكر ابن منيف كما ورد عند صاحب البهاء وهو ابنه عيسى الوحيد الذي ذكره ابن رسول, وهذا يعني أن هناك مصادر سابقة فصلت بشكل أو بآخر في تفاصيل هذا الحدث ,  أما نص القصيدة فقد اشتمل على الرثاء والمدح والحِكم , ويتضح أن مقتل ابن ضيغم ومن معه كان بسبب ثارات بين جنب (ال منيف) خاصة مع بعض القبائل المجاورة لهم ولعلها قبائل مأرب لأن العداوة كانت قائمة بين قبائل مأرب وجنب في زمن مقارب من الحادثة, وقد أشارت المصادر الى تدخل عبدالله بن حمزة بينهم قبل الحادثة, وقد أجاد الشاعر في مدح ال ضيغم وعبيدة من جنب بما هم أهله من المفاخر والفروسية والكرم وحفظ حق الجار , ووصف ابلهم السود وخيولهم الدهم , وهذا الحدث المؤلم في زمنهم قد أفاد التاريخ أن تقال وتحفظ هذه القصيدة التي وصفت ال ضيغم وال منيف وعبيدة جنب بأفضل خصال العرب ,ولعلنا نجد في قادم الأيام شرحا للديوان أو تفصيلا أكثر مما ورد في نص القصيدة.



نص القصيدة : 












هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كل الأقلام تتوقف عن الكتابة في التاريخ ، إذا كان في الميدان ابن مطوان ..
    تحية يتزاحم في نسمات الكون صداها ، لك أستاذنا وحبيبنا : ابو عبد الرحمن ، احمد بن مطوان الوقشي الرفيدي القحطاني ...

    ردحذف
  2. رائعه لك مني الشكر والتقدير واعتقد ان المقصود بقحطان اللي يظهر انهم تقاتلوا مع عبيده هم نهد وغيرها من قبائل مارب

    ردحذف

نرحب بتعليقك